العلاقات المغربية الغابونية.. حزام أمان غرب- إفريقي لتعزيز أمن واستقرار القارة السمراء

بقلم // دة . لطيفة نفيل

دكتورة في التواصل ورئيسة المركز المغربي للدراسات والأبحاث في علوم الإعلام

والتنمية

 

من المؤكد أن العلاقات المغربية الغابونية، تشكل ذرعا استراتيجيا يعد بمثابة حزام أمان غرب- إفريقي يهدف إلى تعزيز أمن واستقرار القارة السمراء.

فدولة الغابون الغنية بخيراتها الطبيعية من نفط وغاز، وإسهاماتها الكبرى في نشر السلم والسلام بالقارة الإفريقية جعلها الدولة الغرب إفريقية الأكثر قدرة على الانسجام والتوافق السياسي مع طبيعة عمل المملكة المغربية كإحدى أهم دولة الشمال الغربي لإفريقيا بما لها من موقع استراتيجي هام يجعلها قطب الرحى الذي يجمع بين شمال إفريقيا وجنوب أوروبا، وعلى اعتبار أن المملكة المغربية هي البوابة الرسمية نحو الأسواق الإفريقية هو ما يجعل العلاقات المغربية الغابونية تتعدى شقها الاقتصادي والتجاري نحو ما هو سياسي وأيضا استراتيجي، بل وحتى جيو- استراتيجي، في تعاون مستمر يطبع مختلف المناحي التنموية والتعليمية والبيئية، وكذا كل ما يتعلق بالتضامن والتعاون السياسي بما يخدم مصلحة البلدين معا.

فدولة الغابون، ومنذ عهود وإلى اليوم، تواصل دعمها الكامل واللامشروط لملف الوحدة الترابية للمملكة المغربية في مختلف المناسبات، كما تعد الغابون من الدول الإفريقية التي دعمت بقوة عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، واسترجاع مقعده بتكتل قاري أسهمت فيه إلى جانب العديد من الدول الإفريقية الصديقة والشقيقة، بل ولا تتوانى عن اقتناص الفرص في مختلف المناسبات الدولية للتعبير عن دعها للملف المغربي حيال قضيته الأولى، ألا وهي قضية الصحراء المغربية، حيث جدد رئيس الجمعية الوطنية الانتقالية بجمهورية الغابون، جان فرانسوا ندونغو، يوم الاثنين بالرباط، التأكيد على موقف بلاده الثابت والداعم للوحدة الترابية للمملكة ولمغربية الصحراء..

وكانت الغابون من الدول المعززة لفكرة عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، والتي وقعت على رسالة دعم عودة المغرب لحضنه الإفريقي، بالشكل الذي زاد في توثيق علاقة الأخوة والصداقة بين زعيما البلدين، وهو ما يترجم في شكل تبادل الزيارات، ولعل الزيارة الملكية الأخيرة للغابون تقدم خير نموذج عن عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، المبنية على أسس دعم السلم والسلام في منطقة الساحل والصحراء، بما يقطع الطريق على مشجعي النعرات والقلاقل للإذكاء فتيل الحروب الحدودية بين الدول، وهو ما فطنت له قيادتا البلدين في سعثي لمكافحة المجموعات الإرهابية وتجارة الأسلحة التي تنشط في مجال جغرافي واسع على مستوى وسط القارة الإفريقية بما يعرف بالصحراء الكبرى التي تشمل حدود مالي والطوارق وموريتانيا وليبيا وباقي دول شمال إفريقيا الخمسة، حيث تعد وكرا لصناعة الجماعات المسلحة الناشطة في خلق الجرائم الحدودية ما يستدعي يقظة كبيرة ومكافحة قوية لها بالشكل الذي يجعل التجربة المغربية في حفظ الأمن القاري رائدة ويحتذى بها، بل ويستقى منها في إطار التعاون “جنوب- جنوب”، وهذا ما يجعل علاقة المملكة المغربية بعدد من الدول المنتمية لغرب إفريقيا تسعى لتمثين علاقاتها بالمغرب كشريك استراتيجي في أطار “رابح- رابح” وإن كان هذا الوضع قد خلق للمغرب المزيد من الحزازات داخل القارة الأوروبية، حيث تتسابق العديد من القوى نحو تعزيز علاقاتها الأوروبية الإفريقية، وخاصة بالنسبة للدول ذات التاريخ الإمبريالي في شمال وغرب إفريقيا بما يخدم مصالحها الاقتصادية والسياسية الخاصة.

المغرب إذن يسير في طريقه الصحيح نحو المزيد من المكتسبات التواصلية مع القادة الأفارقة الأشقاء منهم والأصدقاء، ومصالحه المشتركة مع الغابون ستسير في اتجاهها الصحيح بما يخدم القارة الإفريقية بشعار “إفريقيا يخدمها أبناؤها نحو تنمية شاملة”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

error: محتوى خاص