تأكيد على أهمية العلاقات العميقة والغنية والمتينة المتجذرة بين المغرب والغابون
ملف من إنجاز// دة. لطيفة نفيل
تعد العلاقات المغربية الغابونية من العلاقات “جنوب ـ جنوب” من أقوى العلاقات المغربية في العمق الإفريقي، فالتعاون المغربي الغابوني مسترسل، خاصة بعد أن جدد رئيس الجمعية الوطنية الانتقالية بجمهورية الغابون، جان فرانسوا ندونغو، التأكيد على موقف بلاده الثابت والداعم للوحدة الترابية للمملكة ولمغربية الصحراء، وهو الموقف الذي يوضح عمق وثراء الروابط الاستراتيجية والوثيقة والأخوية التي تربط المملكة المغربية بجمهورية الغابون، ويشكل نموذجا للتعاون الإفريقي القائم على قيم التضامن والتبادل والمشاركة، والتعاطي مع الملفات الافريقية الكبرىكاستقبال المهاجرين واللاجئين، وكذلك الحفاظ على السلام وتوطيده في القارة، وعن تاريخ العلاقات المغربية الغابونية وأهم محطاتها وآفاقها المستقبلية يجيبنا الملف التالي:
البحث في عمق العلاقات المغربية الإفريقية عموما والغابونية على وجه الخصوص يحيلنا على أن الغابون تعد من أهم المحاور التي تجمع المغرب بالدول الإفريقية الرائدة، وهي العلاقات المتينة التي تجمع ملوك المغرب بزعماء دولة الغابون، والتي توجت مؤخرا بتجديد رئيس الجمعية الوطنية الانتقالية بجمهورية الغابون، جان فرانسوا ندونغو، بالرباط، التأكيد على موقف بلاده الثابت والداعم للوحدة الترابية للمملكة ولمغربية الصحراء، وقبله بأسبوع تصريح صحفي لريجيس أونانغا ندياي أكد فيه دعم بلاده الدائم واللامشروط والثابت لمغربية الصحراء، مذكرا بأن الغابون كانت من الدول الأوائل التي بادرت لفتح قنصلية لها بالمناطق الجنوبية للمملكة المغربية، مشيدا بتشبث بلاده الدائم، سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد الأطراف، بدعمه لمغربية الصحراء، باعتباره “موقفا واضحا ولا لبس فيه، تعزز بفتح قنصلية عامة للغابون بالعيون تحظى بدعم من أعلى السلطات بالبلاد” وذلك خلال الجلسة الثانية من سلسلة اللقاءات التي شهدها افتتاح المؤتمر الوزاري رفيع المستوى حول البلدان متوسطة الدخل، والتي عرفت لقاءا ثنائيا جمع بين كل من وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة ونظيره الغابوني ريجيس أونانغا ندياي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإقليمي والغابونيين بالخارج.
وأشاد الوزير الغابوني في معرض تصريحه الى عمق العلاقات القوية التي تجمع البلدين على اعتبار أن المغرب يظل شريكا متميزا للغابون، كما أشاد بالعلاقات السياسية والدبلوماسية المتميزة التي تجمع البلدين، سواء على المستوى الوزاري، أو التجاري، وعلى صعيد القضايا التنموية، معربا عن أمله في تعزيز أكثر للتعاون الثنائي، منوها بأهمية الدورة المقبلة للجنة المشتركة بين المغرب والغابون، والتي ستعزز بحضور المقاولات المغربية التي تساهم في تطوير النسيج الصناعي والنشاط التجاري في الغابون، معربا في نهاية حديثه عن شكره الخاص للمملكة المغربية على الدعم والمواكبة التي تقدمها للغابون، سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف، وبالنظر إلى أن المغرب يرأس مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، حيث تجري مناقشة قضية الغابون”.
ومعلوم أن جلالة الملك محمد السادس، كان قبل ذلك قد عزز هذه العلاقات في الفترة القليلة الماضية وتحديدا بداية شهر فبراير الماضي، بزيارة رسمية إلى الغابون في العاصمة ليبروفيل، وهي الزيارة التي شملت مباحثات جمعت الملك محمد السادس والرئيس الغابوني، والتي توسعت لتشمل بعد ذلك وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، والوزير الخارجية الغابوني، شكلت مناسبة لتأكيد أهمية العلاقات العميقة والغنية والمتينة المتجذرة بين المغرب والغابون، وكذا أواصر الأخوة والتضامن القوية القائمة بين شعبي البلدين، بحيث استعرض خلالها قائدا البلدين وضع الشراكة الثنائية في جميع المجالات، كما شكلت مباحثات الطرفين مناسبة للتأكيد على أهمية العلاقات العميقة، والغنية، والمتينة المتجذرة بين المغرب والغابون، وكذا أواصر الأخوة، والتضامن القوية القائمة بين شعبي البلدين، إلى جانب التعاون في القضايا الدولية، هذا وقد توجت الزيارة الملكية، بالهبة التي قدمها جلالة الملك محمد السادس إلى الغابون، حيث أشرف جلالته، على تسليم هبة تتكون من 2000 طن من الأسمدة، تندرج في إطار العناية التي تخص بها المملكة المغربية الفلاحين الغابونيين، ولا سيما في ظل السياق الحالي، الذي يتميز بالأزمة الغذائية العالمية وصعوبات التزود بالأسمدة، تماشيا مع خطة شراكة “رابح رابح” التي ينهجها المغرب حيال عدد من الدول الإفريقية، وفي مقدمتها دولة الغابون الصديقة، بحيث يأتي التبرع الملكي بالأسمدة للأراضي الفلاحية الغابونية كجزء من نهج بيئي أساسي، يقوم على تحديد الاحتياجات الغذائية الأساسي، وذلك في إطار خطة ملكية للاستراتيجية الملكية في إفريقيا على وجه الخصوص بالأمن الغذائي والتنمية المستدامة، وتعزيز الشركات الفلاحية الصغيرة والمتوسطة، التي يستفيد منها خصوصا صغار الفلاحين الغابونيين، وذلك دائما في إطار الالتزام الراسخ لجلالة الملك محمد السادس بالمساهمة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية الأولى والثانية على مستوى القارة الأفريقية بحلول عام 2030، هذا إلى جانب تحقيق المساهمة الفعالة في الهدف الذي حدده الاتحاد الإفريقي لزيادة استخدام الأسمدة من 8 كلغ للهكتار إلى 50 كلغ للهكتار.
ومعلوم أن زيارة جلالة الملك محمد السادس إلى الغابون، تأتي في إطار زيارة إفريقية موسعة تهدف تعزيز العلاقات والشراكات الثنائية بين عدد من البلدان الافريقية والمملكة المغربية، بحيث من المنتظر أن يزور جلالة الملك محمد السادس السنغال، كمحطة ثانية في الجولة الملكية للدول الإفريقية، والتي تعد أكثر بلدان القارة الإفريقية التي زارها منذ توليه العرش، على غرار الغابون التي اشتهر بالإقامة فيها لأشهر طويلة في السنوات الأخيرة في الفترات التي كان يقضيها خارج المملكة.
كرونولوجيا العلاقات المغربية الغابونية
تعد العلاقات المغربية الغابونية من العلاقات المغربية الافريقية المتجذرة في التاريخ، وذلك على اعتبار العلاقة وطيدة بين المؤسسة الملكية ورؤساء جمهورية الغابون منذ أيام الملك الراحل الحسن الثاني،والهادفة الى تعزيز سبل التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول جنوب الصحراء بحيث يسيرالمغرب نحو تكريس مبادئه الدبلوماسية المرتبطة بدعم الأمن الغذائي في القارة الإفريقية.
فالعلاقات بين المغرب والغابون تترفع عن أي علاقات سياسية مع جهات أخرى، حيث تربط البلدين علاقات سياسية واقتصادية وشخصية وطيدة للغاية منذ عقود، وهي العلاقات التي تترجم على أرض الواقع من خلال اللقاءات الملكية التي جمعت جلالة الملك محمد السادس بالرئيس الغابوني بمجمل حيثياته، ليعكس بحق عمق الاهتمام الذي أبداه قائدا البلدين على الدوام بتوطيد شراكتهما الاستراتيجية المدعومة بعلاقات أخوية تاريخية، والتي حددت معالمها الأولى من قبل جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، وأخيه الراحل فخامة الرئيس عمر بونغو أونديمبا.
فدولة الغابون هي من بين الدول الإفريقية التي تزخر بالثروات الطبيعية مثل البترول باعتبارها دولة عضوا في منظمة بالأوبك، كما أنها تزخر بالثروات الطبيعية كالغاز الطبيعي والحديد والمنغنيز واليورانيوم وغيرها من المعادن الثرية، التي تحقق بحق شراكات رابح ـ رابح التي يواصل المغرب نهجها منذ سنوات عدة في إطار التعاون المغربي الأفريقي، جنوب ـ جنوب، يعتبر التبرع الملكي في صميم هذه الإستراتيجية الملكية، والتي كانت تهتم دائمًا برفاهية السكان الأفارقة، في إطار رؤية موحدة أصيلة للتنمية المشتركة، والتي تتناقض مع حصر إفريقيا في الصندوق الاختزالي للمحمية أو الفناء الخلفي.
هذا، وتتعدد اللقاءات الملكية بزعماء دولة الغابون ومنها استقبال جلالة الملك محمد السادس، في القصر الملكي ببوزنيقة، رئيس الجمهورية الغابونية علي بونغو أونديمبا، إثر زيارة عمل له بالمغرب، بحيث يحيل هذا اللقاء بين ملك المغرب ورئيس الغابون الطابع النموذجي للشراكة المميزة بين البلدين، وكذا علاقات الصداقة التي تربط بين الشعبين الشقيقين.
الغابون تدعم ملف الوحدة الترابية للمملكة المغربية
معلوم أن العلاقات المغربية الغابونية تتعدى شقها الاقتصادي والتجاري إلى ما هو استراتيجي وجيو- استراتيجي، فالعلاقة المغربية الغابونية هي علاقة متينة ذات بعد تاريخي، بحيث تعتبر الغابون من البلدان الإفريقية، التي ظلت داعمة للمغرب في مختلف المناسبات، كما تعد الغابون من الدول الإفريقية التي دعمت بقوة عودة المغرب للاتحاد الإفريقي واسترجاع مقعده بهذا التكتل القاري وكانت من الدول الإفريقية التي وقعت على رسالة دعم عودة المغرب لحضنه الإفريقي، فدعم الغابون الثابت لمغربية الصحراء ولمبادرة الحكم الذاتي سواء داخل أجهزة الاتحاد الإفريقي أو خارجه وهو دعم مبدئي للمغرب، وهي المواقف الأخوية التي جعل المغرب يتقدم بدعمه لبلد لطالما احتضن قضايا المغرب الحيوية.
فدولة الغابون تدعم ملفات المغرب العادلة وتنهج سياسة دولية تتناغم مع مصالحها الخاصة كدولة افريقية لها وزنها القاري مع مصالحها العامة مع عدد من الدول والحكومات القارية والدولية، وعلى رأسهم المملكة المغربية، بحيث تسعى دولة الغابون لضمان السلم والسلام في منطقة الساحل والصحراء، وهو الأمر الذي تؤكد من خلاله دولة الغابون على مبدأ الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وهو ما أكد عليه وزير الشؤون الخارجية الغابوني، مشددا أن بلاده تعتزم تنظيم العديد من الفعاليات بمدينة العيون لتأكيد حضورها في هذا الجزء من التراب المغربي، وهو التصريح الذي جاء خلال ندوة صحافية عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، ووزير الخارجية الغابوني، مشيرا إلى أنه ومن خلال تنظيم هذه الفعاليات، تجدد جمهورية الغابون تأكيد دعمها لمغربية الصحراء، ومن جهة أخرى فقد توجه الدبلوماسي ذاته بالشكر للمغرب على دعمه لجمهورية الغابون في تنظيم يوم ثقافي بالعيون، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة عرفت نجاحا كبيرا، حيث جدد المسؤول الغابوني تأكيد دعم بلاده الراسخ لقضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
يشار إلى أن سفير جمهورية الغابون المعتمد لدى المملكة المغربية كان قد اختار في شتنبر الماضي مدينة العيون للاحتفال بالذكرى الـ 61 لاستقلال هذا البلد الإفريقي الصديق، والذي سبق وأن افتتح في يناير 2020 قنصلية عامة في عاصمة الصحراء المغربية.
وكان برنامج الاحتفال الذي تم تنظيمه تحت شعار “الغابون بالعيون”، حافلا ومتنوعا، حيث شمل عروضا فنية تعكس غنى التراث الثقافي الغابوني، ومعرضا للمنتوجات الغابونية، وتوزيع هبات عبارة عن لوازم مدرسية، وتنظيم زيارات لعدد من المشاريع بالعيون، وعلى إثر ذلك فقد أعلن وزير الشؤون الخارجية الغابوني باكومموبليبوبيا عن انعقاد اللجنة المشتركة الكبرى المغربية-الغابونية في أقرب وقت، كما أكد على أهمية تقوية العلاقات الثنائية أكثر، وذلك بالتركيز أساسا على المحور الاقتصادي والتنمية التجارية، وأشار في هذا الصدد إلى أن مباحثاته مع بوريطة شكلت مناسبة لدعوة رجال الأعمال المغاربة إلى الاستقرار في الغابون للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم، وتابع رئيس الدبلوماسية الغابونية بأنه تطرق أيضا مع بوريطة للعديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
المغرب البوابة الرسمية الأوروبية نحو الأسواق الإفريقية
معلوم أن المملكة المغربية تعد البوابة الرسمية العالمية نحو الأسواق الافريقية، وهو ما يفسر نسبيا توقيت الزيارة الملكية إلى الغابون، والتي جاءت في توقيت سياسي دقيق تزامن مع الجدل الذي رافق التقارير الأوروبية إزاء المغرب، نظرا للتوتر الدبلوماسي مع فرنسا التي خسرت السياسية بالقارة الإفريقية، بما يشمل منطقة غرب إفريقيا التي تتموقع فيها الغابون، ففرنسا تلجأ إلى الغابون من أجل احتكار خيراتها الاقتصادية والمغرب يتعامل مع “أسرة بونغو” الحاكمة، وفقا لمبدأ الشراكة المربحة “جنوب- جنوب”، وعلى اعتبار قوة ومتانة العلاقات الأخوية بين جلالة الملك محمد السادس وعلي بونغو أونديمبا منذ عقود طويلة،فكثيرا مااعتمدت باريس على الرباط لتقوية نفوذها السياسي بهذا البلد الإفريقي بسبب الارتباط القوي بين العائلة الملكية و”أسرة بونغو الحاكمة”، منذ أيام جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، ما جعل العاصمة ليبرفيل تساند دوما مغربية الصحراء، ذلك أن المغرب يواصل تدعيم الأمن الغذائي بالمنطقة الهشة، موازاة مع جهوده الأمنية، والسياسية الدائمة بها، بخلاف الخطوات الفرنسية الباحثة عن مصالحها الاقتصادية فقط.
فالمتتبع للشأن العام الافريقي الأوروبي يعي جيدا توتر العلاقات الثنائية بين فرنسا والغابون في ظل تراجع نفوذ قصر الإليزيه بالقارة السمراء ككل، بعد تراجع نفوذها الثقافي والسياسي والعسكري، ما دفع العاصمة ليبرفيل إلى بعث إشارات مبطنة للعاصمة باريس بخصوص التراجع عن اعتماد اللغة الفرنسية كلغة ثانية، وتعويضها باللغة الإنجليزية كلغة عالمية، باعتبار أن سياق المحطات الكبرى المشكلة للمسار التاريخي الذي يجمع بين دولتي فرنسا والغابون، يؤكد أن الغابون لا تتوانى عن استعمال منهجيتها السياسية الخاصةفي التعاطي مع استفزازات فرنسا وضغوطها القارية بالشكل الذي يجعل التنصل من اللغة الفرنسية كتبعية تاريخية كولونيالية أقرب الطرق للرد على السياسة الفرنسية تجاه الغابون،وذلك اعتبارا لما تلوح به الغابون بين الحين والأخر من إمكانية التخلي عن اللغة الفرنسية وهو بالفعل ما لوحت بورقته في وجه فرنسا سنة 2012.
وقبل أسابيع، عادت الغابون من جديد إلى استعمال ورقة اللغة في خضم المزايدات المتوترةلها مع فرنسا، وذلك بعد أن امتنعت الغابون، إلى جانب كل من الصين والهند والبرازيل، عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي حول مسألة ضم روسيا لبعض الأراضي الأوكرانية العام الماضي، ما أثار توجس العديد من الأوساط الفرنسية من إمكانية تمدد النفوذ الروسي بالقارة الإفريقية، خاصة أن باريس تراهن على الأزمة الأوكرانية لإضعاف القوة الروسية بالقارة الإفريقية، على اعتبار أن العقلية الفرنسية باتت متجاوزة بالقارة الإفريقية، وهو ما ينبغي أن تعيه الدولة العميقة بباريس حتى تستطيع مواكبة التحولات السياسية الدولية المتسارعة بالمنطقة، خاصة وأن التنافر المغربي الفرنسي يتزامن مع التنافر الإفريقي الفرنسي، بمنطقة غرب إفريقيا، ما يشجع على تنزيل الرؤى الإفريقية المشتركة.
شراكات اقتصادية وتنموية واعدة
الشراكات الاقتصادية والتنموية الواعدة التي تجمع المغرب والغابون، ترجمت في العديد من المحطات، وقد قال عنها وزير الإسكان والتخطيط العمراني الغابوني، أوليفر أبيل نانغ إكوميي، إن بإمكان بلاده أن تستفيد كثيرا من تجربة مجموعة العمران الرائدة في مجال الإسكان والتهيئة والتنمية الحضرية، وقال نانغ إكوميي، بمناسبة زيارة وفد غابوني إلى مقر المجموعة، إن مجموعة العمران الرائدة في مجال الإسكان والتهيئة والتنمية الحضرية في المغرب، تمتلك الخبرات اللازمة في هذا المجال، معربا عن تطلعه إلى تعميق العلاقات مع المجموعة.
ومن جهته، قال رئيس المجلس التنفيذي لمجموعة العمران ورئيس مؤسسة العمران، بدر كانوني، إن هذه الزيارة تشكل فرصة ثمينة لتعزيز التعاون والشراكة، مبرزا أن المجموعة مستعدة لاستكشاف كافة السبل لتجسيد التعاون، خصوصا بعد توقيع اتفاقية التعاون بين وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة و وزارة الإسكان والتخطيط العمراني الغابونية، حيث تابع الوفد شريطا مؤسسيا يستعرض جملة من المشاريع التي أنجزتها المجموعة بمدينة تامسنا، وتهم، على الخصوص، المركز الثقافي ودار الشباب والمنطقة الصناعية والتكوين المهني ومدينة المهن والكفاءات والمسجد الكبير والمنتزه الكبير لتامسنا، حيث قام الوفد بزيارة ميدانية إلى أحد أهم المشاريع السكنية للمجموعة، المشروع السكني النموذجي “HQE” المطل على واجهتين، والذي يحترم معايير البيئة والمحافظة على الطاقة، كما يراعي في مواصفاته الشروط البيئية، واستخدمت في هذا المشروع السكني مواد محلية الصنع، وفق مواصفات عصرية، بجدران عازلة للأصوات وتساهم في تلطيف الجو داخل الشقق سواء صيفا أو شتاء، فضلا عن نظام إدارة الماء المتميز الذي يعزز الطابع الإيكولوجي.
تجدر الإشارة إلى أن زيارة الوفد الغابوني الذي يقوده وزير الإسكان والتخطيط العمراني الغابوني، أوليفر أبيل نانغ إكوميي، لمراكش وتامسنا وللمدينة الخضراء بالشرفات ومدينة طنجة، وعدة مشاريع عمومية أخرى، تندرج في إطار الاحتفال بالغابون كضيف شرف الدورة الـ 18 للمعرض الدولي للبناء التي تستمر إلى غاية 27 نونبر، كما نظمت زيارات واجتماعات مكثفة لتمكين الوفد الغابوني من الاطلاع أكثر على التجربة الوطنية، لا سيما فيما يتعلق بالتحديث الحضري وتطوير المراكز الحضرية والمدن الجديدة، عبر زيارة كل من تامسنا وشرفات، من أجل تقييم خصوصية هذا النوع من البنيات وآثارها المفيدة على التوازنات الاجتماعية-المجالية ونوعية حياة المواطنين.